samedi 10 mai 2008

البدو مهددون بالمجاعة بسبب الجفاف وغلاء الأعلاف



Je vous propose à présent de lire un article du journal arabophone algérien "El Khabar" sur la situation des éleveurs nomades de la région steppique algérienne.

Bonne lecture.


تفاقمت أوضاع مئات أسر صغار مربي المواشي المستقرة في البادية بولايات سهبية وجنوبية، لدرجة عجز هذه الأسر عن اقتناء المواد الغذائية الأساسية، أين تعيش منذ أسابيع حالة مجاعة. فشراء كيس دقيق لم يعد ممكنا بعد أن أتى الجفاف على المواشي وما بقي منها لم يعد صالحا للبيع. كشف موالون بأن الفقر والجفاف يحاصران مئات الأسر في البادية بعدة ولايات سهبية وجنوبية، منها غرداية والأغواط والبيض. وتعيش بعض هذه الأسر على إحسان الناس في البادية وانقطعت السبل بصغار مربي الماشية، بعد أن فقد هؤلاء كل شيء ولم يعد أمامهم سوى انتظار المساعدة من الدولة. وتقول شهادات بأن صغار الموالين يعيشون حالة مجاعة معزولين في الصحراء دون أن يلتفت إليهم أحد. ويؤكد موالون بأن المناطق السهبية في الجزائر لم تشهد وضعا أكثر سوءا من الحالي على مدى الأربعين عاما الأخيرة، فمع بلوغ سعر قنطار الشعير 4500 دينار لم يعد أحد يرغب في شراء المواشي، حيث انهارت أسعارها إلى مستويات غير مسبوقة وعجز بعض الموالين حتى عن بيع أغنامهم الهزيلة المتأثرة بالجفاف لاقتناء العلف للمواشي والغذاء لأطفالهم. ويقول الموال ''ح. بوطبة'' من متليلي بأن بعض الأغنام والإبل لم تعد تقوى على السير بفعل الجوع الشديد وسوء التغذية الناجم عن عجز الموالين عن اقتناء الأعلاف، بعد ارتفاع أسعارها يضيف المتحدث ''كل أسبوع يفقد أغلب الموالين الكبار ما بين 5 و7 رؤوس ماشية بفعل الأمراض والجوع'' وفي الكثير من الأحيان لا يمكن استغلال لحوم المواشي بعد إصابتها بهزال شديد نتج عن الجوع. وتتحدث شهادات لموالين من ولاية الأغواط عن وضع مأساوي تعيشه أسر صغار مربي المواشي في منطقة زرقون القريبة من بلدية حاسي الرمل، ففي حالة أسرتي ''م. العربي'' و''م. موسى'' لا تملك الأسرتان سوى 6 رؤوس ماعز ويعيش 12 فرد من الأسرتين في زرقون في حالة أقرب إلى المجاعة ولولا إحسان الموالين المجاورين لتوفي هؤلاء جوعا.ولا تختلف الأوضاع حسب شهادات الموال ''ز. لخضر'' من ولاية البيض في مناطق رعوية ببريزينة، وتعيش أسر المربين الذين كانت بحوزتهم منذ سنتين فقط ما بين 60 و100 رأس ماشية، وضعا مأساويا، وفي حالة أخرى انقطعت السبل بأسرة ''أ . بحوص'' الذي لم يعد يملك سوى حمارا و3 رؤوس ماعز بعد أن أتى جفاف 3 سنوات وكارثة العاصفة الرملية في مارس 2007 على 80 رأس غنم كانت لديه، كل هذا يحدث كما يقول المتحدث دون أن يلتفت أي من المسؤولين إلى أوضاع البدو الرحل. أما ''جلاوط أحمد'' من متليلي فيقول بأن أوضاع صغار الموالين بعدة بلديات بولاية غرداية هي أسوأ مما يمكن تصوره، وقد تصل إلى ''بيت'' أو خيمة في الصحراء، فلا تجد لدى صاحبها لا الشاي ولا سكر ولا دقيق. ويضيف المتحدث بأن الموالين يعيشون حاليا مايعرف محليا بـ ''الحطمة أو الرهمة'' وهي الجفاف الشديد الذي يصاحبه مرض قطعان الأغنام وهزالها، وهذا لا يتكرر سوى مرة كل عشرات السنوات. ورغم أن المتحدث تجاوز الخمسين من عمره، فإنه لم يصادف في حياته سنة مثل هذه في كامل الصحراء. ويقول جلاوط ''كنا ننتظر التعويض من الحكومة بعد العاصفة الرملية في مارس الماضي، ورغم أن الوضع هذه السنة أسوأ من العاصفة الرملية، فإن أحدا لم يلتفت إلينا''. ضرب الجفاف على مدى السنوات الثلاث الأخيرة بيد من حديد في كامل المناطق السهبية، ومنذ عدة أشهر لم يتمكن مربو المواشي من الحصول حتى على الماء لمواشيهم، فاضطروا لشرائها ونقلها على مسافات طويلة جدا وبلغ سعر كراء صهريج الماء بمليون سنتيم أضيفت إلى التكاليف التي يتحملها مربو المواشي. وتفاقمت أوضاع هؤلاء مع ارتفاع سعر الأعلاف إلى مستويات قياسية، فبلغ سعر قنطار الشعير 4500 دج للقنطار وتخطى قنطار النخالة حاجز الـ2000دج.ولم يتسن للموالين بيع أغنامهم في الأسابيع الأخيرة، بعد أن أصيب سوق المواشي بحالة كساد غير مسبوقة، مع تحوّل كل المربين إلى البيع من أجل شراء الأعلاف، ووقع صغار مربي المواشي ضحية الوضع الحالي، فتقلص عدد رؤوس الماشية في غضون عدة أشهر لدى كبار الموالين إلى النصف، وفقد المربون الصغار كل شيء. ويعيش هؤلاء حاليا وضعا مأساويا لم يحدث على مدى 40 عاما كما تقول الشهادات.

Par : Mohamed Ben Ahmed

Aucun commentaire: